: لماذا لا يقطع أردوغان تصدير النفط للصهاينة؟

shafaqna 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

belbalady شفقنا-علقت أنقرة الأسبوع الماضي، مؤقتا خططها للتنقيب المشترك عن الطاقة مع الكيان الصهيوني المحتل في البحر الأبيض المتوسط ​​وصادرات الغاز إلى أوروبا. 

وقبل ذلك، كانت الجهود مركزة على تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، غير ان حرب غزة جعلت الأمور معقدة. إذ انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الكيان الصهيوني بسبب المجزرة التي ارتكبها في قطاع غزة. ولطالما كانت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين مصحوبة بتقلبات صعود وهبوط، إلا أن العلاقات التجارية الثنائية كانت قوية، لأن الحكومتين تصدران وتستوردان مختلف السلع والخدمات، على الرغم من تأثر هذه العلاقات بالعوامل السياسية والصراعات في المنطقة.

التجارة الثنائية

وأفادت وسائل إعلام عربية، بانه بلغت صادرات تركيا إلى إسرائيل رقما قياسيا بلغ 6.4 مليار دولار العام الماضي، وهو ما جعل إسرائيل سوق صادرات تركيا التاسعة بحصة 2.8% من إجمالي صادراتها. ومن ناحية أخرى، وبالإضافة إلى الآلات الميكانيكية وأجزائها، استوردت تركيا الوقود المعدني ومنتجات التقطير من إسرائيل، وبلغت وارداتها أكثر من ملياري دولار العام الماضي.

وفي السنوات الماضية، كان لقوة العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل تأثير مباشر على حجم التبادلات التجارية، التي حققت نموا تجاوز 52% بين عامي 2013 و2021، وتزايدت في السنوات التالية. وآخر تقديرات وزير الخارجية التركي هو زيادة مستوى التبادلات إلى 10 مليارات دولار.

وارتفعت صادرات تركيا إلى دول الشرق الأوسط والخليج بنسبة 17.8% العام الماضي وبلغت دخلها 34.2 مليار دولار. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها وكالة أنباء الأناضول من مجلس المصدرين الأتراك، احتلت إسرائيل المرتبة الثانية بين دول الشرق الأوسط والخليج بقيمة إجمالية تبلغ نحو 3.7 مليار دولار. وبحسب وزارة الخارجية التركية، فإن أنقرة تحاول زيادة حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى 15 مليار دولار.

وبحسب المسؤولين الأتراك، بعد انتشار فيروس كورونا في معظم دول العالم، تعطلت التجارة بين العديد من الدول، مما دفع إسرائيل إلى تغيير مسارها التجاري في بعض المناطق من الصين إلى تركيا. أي أنه بعد أزمة كورونا في الصين، اتجه رجال الأعمال الإسرائيليون إلى تركيا للتجارة مع تركيا بأسعار معقولة بسبب القرب الجغرافي وجودة الإنتاج. وأكد مسؤول تركي زيادة الصادرات إلى إسرائيل بنسبة 4.9 بالمئة بين يناير ومارس 2021 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، وأشار إلى انه في فترة ما بعد الوباء، تحسنت العلاقات التجارية التركية الإسرائيلية وزاد حجم التجارة. 

ونقل موقع “الحرة” العراقي، عن البنك المركزي في تركيا، قوله إن الاستثمار الإسرائيلي المباشر بنهاية عام 2019 بلغ 770 مليون دولار، أي أقل بنحو 227 مليون دولار عن نفس الفترة من عام 2010. وفي المقابل، بلغ رصيد الاستثمار المباشر للمقيمين الأتراك في إسرائيل عام 2019، 105 ملايين دولار، وكان صفرا عام 2002، و3 ملايين دولار فقط عام 2010.

السياحة والطيران

وفي عام 2022، أعلنت وزارة النقل الإسرائيلية أن إسرائيل وتركيا ستوسعان الحركة الجوية الثنائية بموجب اتفاقية طيران جديدة، هي الأولى بينهما منذ عام 1951. وقالت وزارة النقل التركية إنه من المتوقع أن يؤدي الاتفاق إلى استئناف رحلات الشركات الإسرائيلية إلى عدد من الوجهات التركية، بالإضافة إلى رحلات الشركات التركية إلى إسرائيل.

هذا وان الخطوط الجوية التركية (THY) هي شركة الطيران التي تقوم بأكبر عدد من الرحلات الجوية إلى إسرائيل. وبالطبع، خلال تفشي وباء كورونا، تكبدت الكثير من الخسائر على صعيد عائدات السياحة والمنتجات التجارية المستوردة من المسافرين. ولم يتوقف قطاع البناء في إسرائيل أبدا خلال تفشي الوباء، مع كثرة الزيارات بين مسؤولي الجانبين، فضلا عن زيادة واردات المواد اللازمة للبناء.

وأعلنت وكالة أنباء ترك برس أن عدد السائحين الإسرائيليين في تركيا وصل إلى أكثر من 631 ألف سائح، وحطم الرقم القياسي المسجل في عام 2022، والذي كان بزيادة 5.5 أضعاف مقارنة بالعام السابق. ووفقا لبيانات وزارة السياحة في أنقرة، فإنه في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2021، دخل 115256 إسرائيليا إلى تركيا، مما يعني زيادة بنسبة 448 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022. وأشارت الصحف من الجانبين إلى أنه بين عامي 2007 و2021، جاء أكبر عدد من السياح الإسرائيليين إلى تركيا في عام 2019، حيث زار أكثر من 569 ألف إسرائيلي تركيا مع تحسن العلاقات. لكن دفاع تركيا عن فلسطين، خلال الأسبوعين الماضيين، جعل هذا الكيان يطلب من جميع مواطنيه مغادرة تركيا في أسرع وقت ممكن.

طاقة

ومع اكتشاف حقول الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، في المناطق الاقتصادية للجانبين، اعتبرت تركيا التعاون مع إسرائيل فرصة جيدة لإحياء التعاون الثنائي في هذا المجال، فضلا عن تقليل كثافة التعاون بين إسرائيل واليونان وتركيا. قبرص. هذا وإن إنشاء خط أنابيب للغاز بين إسرائيل وتركيا للوصول إلى أوروبا فكرة موجودة منذ فترة طويلة وتم إحياؤها العام الماضي بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لأنها أرخص وأكثر عملية من ذي قبل. وكان من المفترض مد خط أنابيب الغاز “إيستميد” بين إسرائيل وقبرص واليونان، إلا أنه لم يتم تنفيذه بعد.

ويعتبر التعاون بين تركيا وإسرائيل في مجال الغاز مربحا للطرفين بسبب الطلب الأوروبي على الغاز وارتفاع سعره إثر أزمة أوكرانيا في البحر الأبيض المتوسط ​​وتوقف تصدير الغاز إلى أوروبا. لكن وفقا لمسؤول مطلع، علقت تركيا مؤقتا خططها للتنقيب المشترك عن الطاقة مع إسرائيل في البحر الأبيض المتوسط ​​وصادرات الغاز إلى أوروبا. ويأتي هذا التطور بعد الهجمات الوحشية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ونتيجة لانتقادات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإسرائيل. وفي بداية أكتوبر من العام الجاري، أعلن وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، عن نيته زيارة إسرائيل لتعزيز العلاقات الثنائية في مجال الطاقة الشهر المقبل، لكن مصير هذه الزيارة لم يعرف بعد.

من أقوال أردوغان إلى أفعاله

كل القضايا المذكورة أعلاه تظهر أن خطاب أردوغان يستخدم في الغالب لمخاطبة المسلمين في ذروة عواطفهم، وإلا فمن الواضح للجميع أنه في العقدين الأخيرين، تم تقديم المصالح الاقتصادية لتركيا على جميع القضايا. على سبيل المثال، يعتبر الكيان الصهيوني مستوردا للنفط، حيث يتم توفير أكثر من 60% منه عبر خط الأنابيب التركي، مما يعني أن أمن الطاقة لهذا الكيان هو في يد حكومة أردوغان. 2022. 

وتظهر بيانات شركة “كبلر” التحليلية أنه منذ منتصف مايو، استوردت إسرائيل حوالي 220 ألف برميل يوميا من النفط الخام. وكان حوالي 60% منهم من الدولتين ذات الأغلبية المسلمة، أذربيجان وكازاخستان. ويعتبر منتجو غرب أفريقيا، وخاصة الجابون، من الموردين الرئيسيين الآخرين. وبطبيعة الحال، إذا نفذت الدول الإسلامية حظرا شاملا على النفط، فسوف يكون هناك وفرة من بدائل العرض.

وكانت الولايات المتحدة، الشريك الرئيس لإسرائيل، أكبر مورد للنفط الإضافي إلى السوق العالمية للنفط الخام البحري هذا العام. كما أن صادرات البرازيل، التي زودت إسرائيل بالطاقة خلال الأشهر القليلة الماضية، تتزايد بسرعة أيضا. ولكن مرة أخرى، من الناحية الرمزية، كان ينبغي على تركيا أن تتخذ خطوات في هذا الاتجاه، وهو ما لن يفعله أردوغان.

والقضية الأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل هي تأمين موانئ النفط والمياه القريبة حتى يمكن تنفيذ الواردات بأمان. وتمتلك إسرائيل ثلاث محطات: عسقلان وحيفا على البحر الأبيض المتوسط ​​وإيلات على البحر الأحمر لاستيراد النفط الخام. وتنقل عسقلان، وهي أهم محطة لاستيراد النفط، نحو 180 ألف برميل يوميا. وهو قريب من غزة، وقد تم إغلاقه بعد وقت قصير من هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر. كما أنه وفقا لبيانات كبلر، لم يتم استيراد أي نفط خام عبر محطة البحر الأحمر في إيلات منذ عام 2020، بينما بلغ متوسط ​​الإمداد إلى حيفا حوالي 40 ألف برميل يوميا.

المصدر: موقع بازار

————————

المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

————————–

النهاية

 

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" shafaqna "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??