- أحدث المقالات
- ترينـد
بالصدفة أنا الآن في لجنة تحكيم المهرجان الإقليمي لنوادى المسرح بالإسكندرية ، وللعلم أنا سعيد بما أشاهده من عروض مسرحية يقدمها الشباب بملاليم ، وسعيد أكثر لأن المسرح كل ليلة لاموضع فيه لقدم ، ولاد وبنات يشرحوا القلب ، بعضهم يجلس على الأرض ليشاهد هذا العرض أو ذاك.
ولأن الحلو مايكملش فقد وجدتني منذ ساعات في ملقف تليفونات عكنن على سعادتي وفرحتي بهذه الأجواء الرائعة، عشرات التليفونات تلقيتها من مسرحيين في الأقاليم ، كلها تقول شيئا واحدا: الحقنا المسرح اتقفل ومش عارفين نقدم عروضنا التي طفحنا فبها الدم.
والحكاية أن هؤلاء فوجئوا بأن عليهم الحصول على موافقة كتابية من الأمن بأن المسرح صالح للاستخدام ، وإذا لم يحصلوا على هذه الموافقة ، وبالتأكيد لن يحصلوا عليها ، يبقى مفيش مسرح.
القرار الذي أرسلته هيئة قصور الثقافة جاء بعد أن تعرض بعض المسرحيين في مسرح المنصورة لسقوط الهرسة آلتي تحمل أجهزة الإضاءة فوقهم وأصيب بعضهم ، أي أن الهيئة تقول شيل ده من ده يرتاح ده عن ده ، أو بمعنى آخر الهيئة بتكبر دماغها وبتخلي مسئوليتها ، واللي عايز يعمل مسرح يتصرف مع نفسه.
يبدو هذا القرار العجيب، ولا مانع من أن نقول المريب، وكان الهيئة ما صدقت ولقيت حجة وقررت أن تشيع المسرح إلى مثواه الأخير.
لا اظن ان الرجل المحترم عمرو البسيوني رئيس الهيئة يكره المسرح إلي هذه الدرجة ، ولا أظنه يتآمر عليه ، ولا اظنه غير مدرك لأهمية المسرح وضرورته باعتباره آمنا قومياً دون أي مبالغة..فما الذي دفعه إلى اتخاذ قرار كهذا؟
كان على رئيس الهيئة بدلاً من اصدار مثل هذا القرار الذي يضرب المسرح في مقتل ، والذي نزل بردا وسلاما على كارهي الفن والثقافة من الرجعيين والمتطرفين ، كان عليه أن يطلب من موظفيه القيام بجولات على المسارح ومعرفة احتياجاتها والعمل على تلبيتها بشكل فوري ، حتى تكون آمنة وصالحة بدلاً من أن يلقى بالكرة في ملعب المسرحيين الذين لا حول لهم ولاقوة ، والذين تبلغ اعدادهم الآلاف ، ستكون خسارة كبيرة لمصر وأمنها القومي إذا توقفوا عن ممارسة المسرح…فهل نفهم ؟
أثق أن البسيوني سيعمل فوراً على حل هذه المشكلة ، واثق أن مسارح الأقاليم ستظل مضيئة تنشر الفن والاستنارة والجمال في كل ربوع مصر ، وإلا سوف تتلقف هؤلاء الشباب خفافيش الظلام القابعة في إنتظار فرصة كهذه…افهموا ياناس …ثم أين وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني.. ولماذا لا تتدخل لإنقاذ مسرح الثقافة الجماهيرية.، وتقف إلى جوار الهيئة ومسرحييها الذين يعملون شبه متطوعين.. أظنها تعي تماما أهمية هذا المسرح، وأظنها ستفعل شيئا لإنقاذه وبشكل عاجل..
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" almessa "
0 تعليق