belbalady.net دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يختار بعض الأشخاص الحصول على الكافيين من خلال مشروبات الطاقة، أو حبوب الكافيين.وتشير تقارير الرابطة الوطنية للقهوة إلى أن متوسط شرب القهوة للأمريكيين يزيد قليلاً عن ثلاثة أكواب يوميًا. 

رغم أن قدرة تحمل كل شخص تختلف عن الآخر، إلا أن هناك حدًا لكمية الكافيين التي يمكن أن يحصل عليها الأشخاص في أنظمتهم. تعد الأصابع المتوترة، وتسارع ضربات القلب، من العلامات الشائعة التي تشير إلى الإفراط في تناول الكافيين. في السيناريوهات النادرة، يمكن أن يؤدي الإفراط في استهلاك الكافيين إلى حالة تُسمى التسمّم بالكافيين أو جرعة زائدة من الكافيين.

يحدث التسمم بالكافيين عندما يكون لدى الشخص مستويات عالية وخطرة من الكافيين في الجسم، تتسبّب بمجموعة من الأعراض غير السارة والشديدة، مثل صعوبة التنفس، والتشنّجات. وحصلت بعض حالات الوفاة بين الأشخاص بسبب التسمّم بالكافيين.

رغم ندرة هذه الحالة، إلا أنّ ثمة احتمال دائم للتسمّم بالكافيين إذا كان الشخص يستلهكه على نحو غير مسؤول. وقد يُساعد التعرف إلى العلامات والعوامل التي تزيد من خطر تناول جرعة زائدة من الكافيين على تجنب هذه المادة في المقام الأول.

ما مقدار الكافيين الذي يُعتبر مبالغًا فيه؟

تفوق أعراض التسمّم بالكافيين الصداع الذي يصيب الشخص نتيجة شرب الكثير من قهوة الإسبريسو. يحدث ذلك عندما يتناول الشخص كمية مفرطة من الكافيين. تحدّد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية هذا الحد بأنه أكثر من 400 ملليغرام من الكافيين يوميًا للبالغين الأصحاء. وهذا يعادل أربعة أو خمسة فناجين من القهوة.

وقالت إيرين بالينسكي-وايد، اختصاصية التغذية المسجلة لدى شركة "EKP Nutrition Communications" في نيوجيرسي، إنّ استهلاك ما يزيد قليلاً عن 400 ملليغرام من الكافيين لا يكفي لقتل شخص ما أو إضعافه بشكل دائم. لكن يرجّح أن يشعر الشخص البالغ بالقلق والانفعال. تظهر أعراض التسمم بالكافيين بشكل أكبر عندما يستهلك الأشخاص 1200 ملليغرام، أي حوالي 12 كوبًا من القهوة، في نظامهم.

 التسمم بالكافيين قد يهدّد الحياة

يتسبّب التسمم بالكافيين بمجموعة متنوعة من الآثار الضارة الشديدة على الجسم.

وقالت نعمة مجلسي، مديرة علم السموم الطبية في مستشفى جامعة ستاتن آيلاند، إن التأثيرات المنشطة للكافيين تعطل إيقاع القلب الطبيعي، ما يؤدي إلى ضربات قلب غير طبيعية، واحتمال التسبب بالسكتة القلبية. وأوضحت بالينسكي-وايد أن الأشخاص الذين يتناولون جرعة زائدة من الكافيين قد يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي مثل القيء والإسهال.

وبما أن القهوة تزيد من كثرة التبول، أشارت مجلسي إلى أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الكافيين يخاطرون بطرد المعادن الأساسية، لا سيّما البوتاسيوم. وقد يؤدي انخفاض مستويات البوتاسيوم، أو نقص بوتاسيوم الدم، إلى تلف العضلات حّد الشلل المحتمل، ويسبب صعوبة في التنفس، ويمنع الكلى من القيام بعملها.

وتُعتبر بعض أعراض التسمم بالكافيين عصبية أيضًا. وقد أبلغ عن حالات موثقة من القلق، والهلوسة، والصداع النصفي، وتورم الدماغ، والنوبات المرضية.

ورغم أنه أمر غير شائع للغاية، إلا أنّ التسمم بالكافيين قد يكون مميتًا. إذ أن غالبية الوفيات العرضية المرتبطة بالكافيين تتصل بتناول جرعات عالية من حبوب الكافيين. ولا تخضع حبوب الكافيين لرقابة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لذلك تختلف جرعاتها تبعًا للعلامة التجارية.

ولفتت بالينسكي-وايد إلى أن غالبية أقراص الكافيين تحتوي على حوالي 300 ملليغرام من مادة الكافيين، لذا فإن تناول قرص ثانٍ سيتجاوز كمية الكافيين الموصى بها (400 ملليغرام). وأضافت: "كما هي الحال مع أي مكمل غذائي، يجب استخدام حبوب الكافيين بحذر". وتابعت: "يجب أن يناقش الأشخاص الذين يتناولون هذه الحبوب الأمر مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم، لأن الحبوب يتم امتصاصها في الجسم بشكل أسرع، وقد تعرضك الكمية لخطر الإصابة بمزيد من الآثار الجانبية".

ماذا تفعل إذا شككت بأنك تناولت جرعة زائدة من الكافيين؟

قالت مجلسي: إذا كنت تشتبه بتسممك بالكافيين، فتوجّه إلى غرفة الطوارئ فورًا. وأوضحت أن الأطباء يمكنهم استخدام غسيل الكلى لتصفية الكافيين من الدم، موضحة أنه إذا استهلك الشخص كميات كبيرة من الكافيين خلال ساعة أو اثنين، فقد يصف الأطباء أيضًا الفحم المنشط، الذي يرتبط بالكافيين ويمنع امتصاصه في الأمعاء.

سيقوم الأطباء أيضًا بإعطاء الأدوية لتحقيق استقرار المريض وعلاج الأعراض الشديدة. 

كيف تتجنّب التسمّم بالكافيين؟

توصي كل من مجلسي وبالينسكي-وايد بمراقبة الكمية التي تستهلكها يوميًا. تُعتبر القهوة مصدرًا شائعًا للكافيين، لكن منتجات المشروبات مثل الصودا، والشاي الأخضر، والكاكاو قد تزيد من الكمية المستهلكة. 

وحذّرت مجلسي من عوارض مشروبات الطاقة ومساحيق الكافيين بسبب مستويات الكافيين المكثف فيها. ويحتوي المنتجان على مكملات غذائية، وكميات كبيرة من السكر، والمنشطات الأخرى.

وخلصت بالينسكي-وايد إلى ضرورة الحرص على أن تكون وجبة الطعام غنية بالبروتين والألياف التي يمكن أن تساعد أيضًا على امتصاص الجسم للكافيين على مدى أطول. ولهذا أوضحت: "قد تواجه بذلك عوارض جانبية أقل مما لو كنت تستهلك الكافيين على معدة فارغة".