: الطفل الداخلي !!

almessa 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعـــلان

»» بقلم ✍️ د.خلود محمود

( مدرس الإعلام الرقمي بالمعهد العالي للدراسات الأدبية بكينج مريوط والمحاضر الزائر لليونسكو)

في كثير من المواقف يجد الفرد ذاته يتخذ ردود أفعال هو نفسه أحيانًا يعجز عن فهمها لا تلائم عمره ولا مكانته ويرجع ذلك في بعض الأحيان للجانب الآخر الداخلي من شخصيته التي مازالت تحتفظ بتجاربها ومواقفها السابقة التي نشأت في طفولته خاصة إذا كانت قد تعرضت لتجارب سلبية كالأهمال والتنمر وعدم الاعتراف بأي إنجاز وأضف لذلك العلاقة المتوترة دائماً مع العائلة للاحساس بالرفض والانتقاد..
وهو الاحساس الذي يصاحب الفرد في الكبر كالخوف من أحد الوالدين أو الاحساس الدائم بأنك ضحية أمام أحد أخوانك هنا تؤثر كل تلك المواقف علي الطفل الداخلي ، فماذا يعني مفهوم الطفل الداخلي ، تم تعريف الطفل الداخلي في علم النفس أنه الجانب الطفولي من الشخصية، والذي يحمل جميع الخبرات والتجارب التي نمرّ بها في مرحلة الطفولة وحتى مرحلة البلوغ، متأثراً بعملية الكبت التي نحاول من خلالها الانتقال من النظرة الطفولية للعالم إلى نظرة البالغين، وإقناع الأهل والمحيط أيضاً أننا غادرنا الطفولة، من خلال كبت الرغبات والسمات الطفولية.

هذه الشخصية الطفولية تجعل الفرد دائم الشعور بقلة الكفاءة وعدم الثقة بالنفس يلتمس دائماً استحسان وموافقة الآخرين علي أفعاله ويفشل في التعرف علي إنجازاته , يخاف من النقد ،ويقوم بأعمال تفوق طاقته ، يعاني كثيراً من سلوكيات الوسواس القهري ولا يرافقه شعور الكمال أبداً بمفرده ويشعر دائماً بالاضطراب عندما تمضي أيامه بدون أي صعوبات لانه متوقع دائم استمرار المشاكل ويشعر بأن حياته ممتلئة عندما يكون في أزمة ، غير أن شخصية الطفل الداخلي تعتني جيدا بالآخرين وبسهولة لأنه دائما يخاف أن يصبح وحيداً وعلي العكس لنفسه فيجد صعوبة في الاعتناء بنفسه وأحيانا أخري يعزل نفسه تماماً عن الناس فهو يقلقه كثيراً رؤية أشخاص ذوي نفوذ أو ذوي شخصية قوية أو عصبيون..
كل هذه التجارب تجتمع في جزء شبه مستقل من العقل اللاواعي، تجتمع فيه التجارب العاطفية والذكريات المخزنة في اللاوعي من المرحلة الجنينية وحتى البلوغ، وتؤثر هذه التجارب الطفولية على سلوكنا كبالغين وعلى نظرتنا لذاتنا وللعالم من حولنا.

وهذا يفسر لنا كثيراً معظم الاضطرابات العقلية وأنماط السلوك المدمرة التي لا ندرك أنها ترتبط إلى حد ما بهذا الجزء اللاواعي من أنفسنا -الطفل الداخلي- كنا جميعاً أطفالاً ذات يوم، وما زال ذلك الطفل يعيش فينا لكن معظمنا لا يدرك ذلك تماماً، وهذا النقص في الارتباط الواعي بطفلنا الداخلي هو بالتحديد مصدر العديد من الصعوبات السلوكية والعاطفية وفي علاقاتنا مع غيرنا من الأفراد ..
بهذا المقال أنا أسلط الضوء علي مشكلة حقيقية لا يدركها الكثير منا أن اكتشاف الطفل الداخلي وفهم مشاعره وهواجسه، والعمل على شفاء جروح الطفل الداخلي والتعامل معه باحترام، والتواصل مع الطفل بداخلنا وهو ما يقودنا فعلياً للبلوغ الحقيقي والنضج النفسي والاتزان، وبالتالي يعزز معرفتنا بذواتنا وتحكمنا بمشاعرنا وسلوكنا ، أن الاعتراف بوجود وتأثير الطفل الداخلي هو الخطوة الأولى في شفاء الطفل الداخلي فالاعتراف بوجوده وتأثيره على سلوكنا ومشاعرنا يجعل فهمنا أعمق لتفاعلنا كأشخاص بالغين مع طفولتنا وتجاربها ، أن التعافي من مرحلة الطفل الداخلي هي مفتاح العيش بالذات الحقيقة.
وتأتي أهم طرق الاستشفاء الذاتي هي كتابة الرسائل الذاتية ما بين شخصيتك البالغة وطفلك الداخلي تحمل كل مايجول في الفكر من أفكار ومشاعر ومواقف مؤلمة تستقبلها ذاتك الناضجة فتشعر بالمسئولية وتطمئن والأهم أن اعترافك منك لنفسك وهذا سيعزز ثقتك بنفسك ويلغي فكرة القلق من نظرة الأفراد إليك التي كثيراً ما تقلقنا من الأعتراف بتلك المشكلة.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" almessa "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??