​

بينما يرسم أقرانهم من طلبة الثانوية العامة الخطط بشأن الكليات التى سيتقدمون بها إلى مكتب التنسيق، ويقيم البعض الآخر احتفالات لا تنتهى لحصولهم على مجاميع مرتفعة، كانت فئة أخرى من طلبة الثانوية العامة، لا يعبأون بالنتيجة، لأن جل تركيزهم على الدراسة فى الخارج، إما على حسابهم الشخصى أو من خلال منح تقدمها مؤسسات وجامعات عربية وأجنبية.

مصطفى عبده، 18 عاماً، من القليوبية، بعد أن حصل على مجموع فى الثانوية العامة 90% قسم أدبى، بدأ سريعاً فى البحث عن وسيلة للدراسة فى الخارج، مؤكداً عدم اقتناعه بفكرة «كليات القمة»، فهى تحدد طموح الطلبة فى عدة اختيارات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، بينما سوق العمل اختياراته واسعة، كما أنها ترسم نجاح الطلبة فى إطار معين، ومن لا يستطيع بلوغه فهو فاشل فى نظر المجتمع، على الرغم من أن التعليم المصرى من الأساس ليس له ترتيب على مستوى العالم: «أنا أساساً كنت عايز أدخل كلية ألسن، مش لأنها قمة، لأن اللغة هتفيدنى جداً فى الشغل، سواء مع والدى أو لوحدى، ولأنى مش هاعرف أدخلها بسبب 3% فقط، فأنا حالياً بدرس السفر لأستراليا، للاستقرار هناك».

لا ينكر «مصطفى» أنه فكر فى التقدم للحصول على منحة فى الجامعة الأمريكية، بل وحالياً يسعى للحصول على درجة «التويفل» فى اللغة الإنجليزية، لكنه يخشى العنصرية تجاه العرب فى الولايات المتحدة الأمريكية: «صاحب والدى فى أستراليا هيساعدنى أستقر هناك، فممكن أبدأ دراسة ثانوية عامة من أول وجديد، وبعدها أدخل الكلية اللى أنا حاببها، وغالباً هتكون كلية عملية، لأن ده أصلاً شغفى، والحقيقة أن التعليم المصرى لا بيوفر لينا إمكانية متابعة شغفنا، أو أننا نعمل الحاجة اللى بنحبها».

رحاب محمد من الحوامدية، قدمت لمنحة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للدراسة فى الجامعة الأمريكية: «عرفت المنحة عن طريق الإنترنت وقدمت وعندى أمل آخدها».

عبير منتصر من المعادى، اعتبرت أن المنحة أمل بالنسبة لها، فهى تريد الالتحاق بكلية الهندسة منذ صغرها، لعشقها لفن الرياضات، ولكن مجموعها فى الثانوية العامة 92% لم يسعفها: «أنا من أولى ثانوى وأنا عايزة أدخل هندسة، وقلت سواء جبت مجموعها أو لا، هدرسها، وأنا بدوّر على منحة لقيت الجامعة الأمريكية مقدمة منحة لدراسة الهندسة البيئية، وإن شاء الله أتقبل فيها».

على إبراهيم، طالب، مؤسس صفحة «منح ثانوية عامة 2020» على الفيس بوك، أكد أن الصفحة لم يمر على تأسيسها أكثر من أسبوعين ولاقت تفاعلاً كبيراً، وهى تعرض أهم المنح الدراسية سواء داخل مصر أو خارجها، وأهم شروطها وطرق التقديم لها، وتوفير رابط الموقع الإلكترونى الخاص بها: «هدفى تعريف طلاب الثانوية العامة بالمنح الدراسية المتاحة لهم، داخل وخارج مصر، ومساعدتهم فى طرق التقديم، علشان ياخدوا فرص تعليم أفضل».