تصاعدت أزمة الأدوية مجهولة المصدر بعد انتشار إعلاناتها في بعض شاشات الفضائيات بدعوى أنها تعالج الكثير من الأمراض، حيث اتفقت 5 جهات رسمية ونقابية على مواجهتها وهي البرلمان والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ووزارة الصحة وجهاز حماية المستهلك ونقابة الأطباء.

برلمانيا، تقدم اليوم النائب محمد العقاد، بسؤال للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ووزيرة الصحة بشأن انتشار أدوية مجهولة المصدر من خلال إعلانات عبر بعض شاشات الفضائيات بحجة معالجة عدد من الأمراض المختلفة.

وأوضح العقاد، في بيان له اليوم أن وزارة الصحة تبذل جهد كبير فى تحسين منظومة الصحة فى إطار توجيهات القيادة السياسية للقضاء على قوائم المرضى، وتحسين منظومة الصحة للمواطنين فى مختلف أنحاء الجمهورية، ولهذا لابد ان يكون للوزارة دور فى التصدى لهذه الشركات غير المرخصة التى تعمل تحت بير السلم وتقوم ببيع منتجاتها من خلال اللعب على مشاعر المواطنين ويتم استغلال بعض شاشات الفضائيات فى هذا الغرض.

وأكد عضو مجلس النواب، أن تجارة وإعلانات الدواء أصبحت أشبه بالمافيا، وأن هذه الإعلانات مخالفة للقانون، مشددا على ضرورة تفعيل قانون الإعلان والغش التجاري لمنع وجود إعلانات للأدوية بالقنوات الفضائية إلا في حالة أن تكون مرخصة ومرفقة باستشارة الطبيب، مشددا على ضرورة غلق القنوات التى تقوم بالترويج لهذه الأدوية غير المرخصة.

من جانبه أكد مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، في تصريحات لـ"الوطن" أن المجلس يراقب كل القنوات التي تروج لأدوية غير مرخصة أو تنتهك آداب مهنة الطب والقوانين المنظمة للإعلان عن المنتجات بالتنسيق مع لجنة رقابة التراخيص الخاصة بالمنتجات وجهاز حماية المستهلك، لافتا إلى أن المجلس ينفذ على الفور بلاغات جهاز حماية المستهلك ووزارة الصحة فيما يخص التجاوزات الإعلامية والإعلانية التي تحدث.

أما نقابة الأطباء فقد سلمت المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مذكرة تضمنت المطالبة بتقنين هذه الأوضاع بتطبيق نصوص القانون رقم 206 لسنة 2017 الخاص بالإعلان عن المنتجات الطبية، وعدم السماح بظهور الأطباء عبر الشاشات إلا بعد التأكد من هويته ودرجته التخصصية إما بتقديم وثيقة صحيحة بذلك أو عبر الاتصال بنقابة الأطباء للتأكد من درجته التخصصية وأنه طبيب وليس أحد أعضاء الفريق الطبي، وعدم عرض إعلان للطبيب عن نفسه سواء بعرض تليفوناته أو مكان الوصول إليه، فضلًا عن عدم الاستعانة بحالات المرضى في البرامج للشرح أو للترويج لإنجازات طبية، ومنع ظهور الاطباء بملابس العمليات في البرامج.

وكان مكرم التقى في وقت سابق وفدا من نقابة الأطباء الذي قدم بلاغا ضد هذه إعلانات هذه الأدوية، حيث أكد رئيس الأعلى للإعلام ضرورة التعاون والاتصال المستمر مع نقابة الأطباء "لكي نصل إلى ترسيخ مفهوم أن الخدمة الطبية ليست خدمة سوقية يروج لها عبر الإعلان ولوقف هذه الفوضى".