إعـــلان
عندما يرتبط الكاتب بالحي الذي عاش فيه طويلا، ويتأمل التغيرت التي طالته ، وطالت ناسه، شاعرا بالأسى لما آلت إليه أحواله وأحوالهم، رابطا بين ذلك كله، وبين المتغيرات التي تطال الحياة عموما، فإن الكتابة هنا تأتي مشحونة بالصدق والجمال والاختلاف، رغم أساها، ولم لا وصاحبها عاش كل تلك التفاصيل وحدق فيها طويلا.. هنا تتحق مقولة ولاينبئك مثل خبير.
“المعادي حضن الأحباب” هذا هو العنوان الذي اختاره الكاتب محمد غزلان، لروايته الجديدة التي تصدر خلال أيام، الرواية هي الجزء الثاني من رواية “المعادي حدوتة” والتي صدرت في طبعيتن، الأولى في سبتمبر 2011 عن “كتاب الجمهورية” والثانية عام 2015 عن هيئة الكتاب ، وتدور احداثها في حي المعادي الذي كان راقيا قبل هجوم العشوائيات وتعملق من يملكون المال ويفتقدون الذوق، على مقدرات هذا الحي العريق وهدم منازله ومبانيه التاريخية وخلع اشجارة ورزاعته بأبراج اسمنتية تمنع عن سكانه الهواء وريحق الزهور.
تدور احداث الرواية ( الجزء الأول والثاني)بين مجموعة من الاصدقاء اتخذوا من صالون فوزي الحلاق مقرا لاجتماعهم ومناقشة امورهم وأحوال الحي، التي بدات في التدهور بخطى سريعة وكأن هناك من يحاول أن يلتهم الحي قبل أن يفيق سكانه وأهله من غفوتهم
لقمان القاضي هو الشخصية الرئيسية في “المعادي حدوتة” وهو بمثابة الحارس اليقظ لما يدبر لهذه المنطقة، والشاهد على تاريخها، والحافظ لاسماء عائلاتها وتطور ورقي بعض العائلات وانتقالهم من الحواري الضيقة التي لاتدخلها الشمس إلى الشوارع الفسيحة وبفضل التعليم ارتقى بعضهم أعلى الوظائف.
الرواية ضفيرة متقنة تجمع بين وقائع تاريخية وأخرى متخيلة مع أحداث نشأة الحي وتاريخه وكيف ظهر إلى الوجود عام 1906 في منتصف الطريق تماما بين باب اللوق في وسط القاهرة وضاحية حلوان التي كانت مقرات لباشوات وبكوات ذلك الزمن .
وينتهي الجزء الاول من الرواية بوفاة لقمان القاضي وينفرط عقد الجماعة بعد وفاته إلا أنهم ينجحوا في لم الشمل مرة أخرى ويختاروا ورشة بلبل النجار لتكون مقرهم الجديد. وتتداخل الاحداث وتتشعب في الجزء الثاني( المعادي حضن الاحباب) وينشغل أفراد المجموعة بأحوالهم المعيشية وينحرف منهم من ينحرف بعد غياب لقمان القاضي الذي كان يمثل رمانة الميزان والحارس اليقظ لما تبقى من قيم حضارية وسلوك اجتماعي راق.
“المعادي حدوتة” و”المعادي حضن الاحباب” تمثل فترة مهمة من حلقات تاريخ مصر المتصلة والمتواصلة والمتماسكة رغم هجمات الهمج وزحف الشعوائيات.
محمد غزلات شغل منصب نائب رئيس تحرير جريدة المساء وعمل محررا دبلوماسيا للجريدة عدة سنوات. نشرت له هيئة الكتاب خمس روايت هي: الخروج من بغداد، أول القصيدة بسيطة، مذكرات عبده ريال، المعادي حدوتة، حاول. له عدة كتب أخرى منها: ماكسويل ابمراطور الصحافة البريطانية، الواطي (رواية)وله الطبع رواية (صورة على جدار قديم)
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" almessa "
