: جيوبوليتيك طوفان الأقصى

shafaqna 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

belbalady شفقنا- من الآن فصاعدا، فان “جيوبوليتيك الحرب” هو الذي يحدد المسار والمصير. وباتت حسابات اللاعبين مترابطة مع بعضها البعض، وخلال فترة وجيزة، تخطى حجم تعقيدات الحسابات والتعاملات الجيوسياسية، التوقعات الأولية.

ويبدو أن أمريكا قلقة من أن تتحول عملية “طوفان الأقصى” إلى معركة إقليمية، وهي تعرف أنه إن وطأت قدما إسرائيل غزة، فان الزناد سيُسحب. ويقول مراقبون أن الرئيس الأمريكي جو بايدن زار تل أبيب لتقديم الدعم والمساندة لإسرائيل في الظاهر، لكنه كان يحمل معه تحذيرا لها في الخفاء.

والأهم من ذلك، أن أمريكا صارت منذ 7 أكتوبر فتاليا، قلقة جدا من الانهيار الأمني – السياسي للكيان الصهيوني. وقد شاهد الأمريكيون كم هي هشاشة ووهن دعائم الكيان الاسرائيلي، بينما عيونه الأمنية ضعيفة، وانسجامه السياسي يقترب من الصفر.

وتذهب مصادر إلى أن الهدف الرئيسي لواشنطن من إرسال التعزيزات العسكرية إلى المنطقة يكمن في المخاوف التي تنتابها من خوض إسرائيل معركة متعددة الجبهات، فتخسر أرضا وسكانا، وتنهار بالتالي بغتة. إن أحد الأسرار التي تخفيها أمريكا هو أنها ستكون في تلك اللحظة الخاصة، مضطرة لإنزال قوات في تل أبيب.

إن أمريكا غير جاهزة لكي تقاتل بالنيابة عن اسرائيل وإلى جانبها. إن الخوف من المباغتة الدولية من قبل روسيا والصين، والقلق الشديد من تحول أمريكا إلى هدف عسكري للمقاومة في المنطقة والكراهية من نتانياهو، تمثل الأسباب الرئيسية لتبلور الاستراتيجية الأمريكية هذه.

ومع ذلك، يمكن القول أن أمريكا هي المخطط الرئيسي لتحول إسرائيل إلى ماكينة القتل والدمار في غزة، بما في ذلك الضغط لترحيل الفلسطينيين قسرا، وإرغام الحكومات على التزام الصمت وتصميم وتخطيط العمليات الاستخباراتية الخاصة لاغتيال قيادات المقاومة. إن الأمريكيين هم المقاولون الأصليون وهذا يتخطى الشراكة.

ويرى محللون سياسيون أن اللاعبين الآخرين لا سيما الدول العربية، انتبهوا إلى أنه إن خرجت اسرائيل سليما معافى من هذه الأزمة، فانها ستنفذ جرائم وعمليات اغتيال على نطاق أوسع. ويبدو أن واشنطن تسعى لإقصاء نتانياهو وفريقه من الحكم والاتيان باصدقائها بمن فيهم بيني غانتس رئيس حزب معسكر الدولة على المدى الطويل.

لكنه يبدو أن الأوروبيين هم الأكثر خوفا وقلقا. والسؤال الرئيسي بالنسبة لهم هو إن تمكن المجانين في إسرائيل من جرّ أمريكا إلى حرب إقليمية، فماذا ستفعل روسيا، بأوكرانيا وأوروبا؟ وفي المنظور الأوروبي، فان هذا الصراع الإقليمي يمكن أن يتخذ أبعادا دولية في غضون بضعة أيام.

ويؤكد مراقبون أن المقاومة وعلى النقيض من بعض التحليلات العاطفية، تصرفت بشكل مدروس ومتين للغاية. وكان “إيجاد تهديد عسكري يُعتد به” هو شعار نتانياهو الدائم، بيد أن المقاومة حققته على أرض الواقع. فقد فتحت بالفعل جبهات أخرى، لكنه يتم إدارة شدة الصراع والتحكم به. ويذهب الخبراء إلى أن المقاومة لن تسمح لإسرائيل بوضع استراتيجية لهذه التطورات.

ويجب القول أن مهاجمة مستشفى المعمداني كانت بمنزلة النهاية لنتانياهو سياسيا ونهاية وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت. لقد أظهر الجيش الاسرائيلي أنه وصل إلى طريق مسدود وقد عرف ذلك الجميع. إن هدف اسرائيل لأكثر من عشرة أيام هو أن تقول أنه لا مكان آمن في غزة، وعلى الفلسطينيين أن يرحلوا. لكن لا أحد رحل!

والان يتعين على اسرائيل البحث عن مخرج والعثور على سلم تنزل به من الشجرة. وبالنسبة للمقاومة، فان أفضل سيناريو هو استكمال ضربة 7 أكتوبر، بضربة أقوى كثيرا بعد دخول إسرائيل الى غزة. غير أن الصهاينة لا يملكون سيناريو ينقذهم على ما يبدو.

انتهى

 

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" shafaqna "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??