: عدم فعالية المبادرات الأمريكية في حرب غزة

shafaqna 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

belbalady  

شفقنا-ان الحرب الدموية في غزة مستمرة بلا هوادة، واحتمال توسعها في المنطقة يزداد قوة في كل لحظة. هذا على الرغم من أنه لم يتم حتى الآن تنفيذ مبادرة فعالة يمكنها إنهاء هذه الحرب غير المتكافئة أو إيقافها في مرحلة ما، حتى لو كانت مؤقتة. والسبب واضح إذ ان الأنظار كلها تتجه نحو المبادرات التي أوكلت إلى واشنطن.

لكن واشنطن، خلافا لتجربتها في الوساطة في حربي 1967 و1973 بين العرب وإسرائيل، تفتقر الآن إلى سمتين:

 أولا؛ أزمة الشرعية والمصداقية كطرف وسيط وخاصة الأطراف الفلسطينية. وقد برزت هذه الأهمية عندما طبقت واشنطن، في الحرب الحالية، معاييرها المزدوجة تجاه إسرائيل والفلسطينيين بطريقة غير عادية، طوعا أو كرها، وتبنت موقفا واضحا في الدفاع الكامل عن إسرائيل. والأهم من ذلك أن حكومات المنطقة لديها الآن خيارات مختلفة عما كانت عليه خلال الحرب الباردة في التعامل مع مبادرات واشنطن.

ثانيا؛ عدم وجود مفاوض ذي مصداقية ومؤثر على موقف كل من الأطراف الفاعلة في الحرب الحالية، بما في ذلك الفلسطينيون وإسرائيل والحكومات الأخرى في المنطقة. إضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من انتشارها العسكري في المنطقة واستمرار الجهود الدبلوماسية، لم تتمكن واشنطن من إجبار أي من الأطراف على الخضوع لسياسة “الإرادة القائمة على القوة”. 

الأرض مقابل السلام

هكذا يمكن التنبؤ باحتمالين؛ استمرار الحرب وتوسعها خارج حدود غزة، أو أخيرا بالنظر إلى تكاليف الحرب، سيستسلم جميع الأطراف للإدارة اللحظية للأزمة. ويبدو أن الحل الثاني أكثر سهولة؛ وذلك عندها أدركت كافة الأطراف أن التطورات الحالية هي خارج الحسابات التي كانت في مخيلتها من ذي قبل. فهل في هذه الحالة نتوقع نظرية «قطعة أرض» مقابل «قطعة سلام»؟ فهل يمكن أن يؤدي هذا الوضع إلى إحلال السلام في المنطقة، أم أنه سيكون مثل فكرة “وقف إطلاق النار المؤقت” الذي لا تقبل به إسرائيل إلا في الحرب الحالية.

إن الهدف الأسمى الذي تطمح اليه إسرائيل لوقف الحرب هو فرض المفاوضات على الفلسطينيين، وبالتالي على الأطراف العربية، بحيث يتخلى الطرف الآخر عن حقه في المساومة ويقبل بأن يكون الفلسطينيون العيش في قطعة صغيرة من الأرض، منبوذين ومهددين من السلطة الأمنية الإسرائيلية في غزة، وجزء من الضفة الغربية وخاضعين لسلام قسري. 

هدف إسرائيل هو أن يتخلى الفلسطينيون عن حنينهم إلى دولة فلسطينية مستقلة وأن يندمجوا في سياسات تل أبيب التوسعية الإقليمية. وهذا الموقف يتعارض مع كل ما سعى إليه الفلسطينيون طوال العقود الماضية. وفرض مثل هذا الوضع يعني فرض الذل من جديد على الدول العربية، وهو ما تم تطبيقه منذ النصف الثاني من القرن الماضي وحتى العقد الأول من القرن الحالي. وبالطبع لا ينبغي أن ننسى أن مشاركة الحكومات العربية في القضية الفلسطينية كانت دائما تتخذ شكلا تكتيكيا، بدلا من النظر إليها على أنها مثالية أو أيديولوجية.

لم تكن حرب غزة حدثا يمكن التنبؤ به، ولكن كيفية بدايتها كانت مفاجأة. هذه المفاجأة وعواقبها جعلت العمل على كيفية إنهائها صعبا. وترى إسرائيل في الحرب الحالية فرصة لتثبيت مكانتها وتوسيعه، وهي تعمل في هذا الاتجاه. وعلى النقيض من الماضي، فإن تل أبيب لا تفكر كثيرا في المخاطر التي واجهتها نتائج حروبها السابقة مع العرب. لكن واشنطن تتبع إدارة الحرب الحالية في استراتيجيتها الكبرى.

أهداف أوسع 

تركز هذه الاستراتيجية على أهداف أوسع من منطقة الشرق الأوسط، ولكن في إطار صراعها الدبلوماسي مع روسيا ومنافستها مع الصين، وفي الوقت نفسه توتراتها مع إيران. إن استمرار إسرائيل في المغامرة سوف يشكل تهديدا خطيرا لأهداف واشنطن الاستراتيجية والشاملة. وتعلم واشنطن أن إسرائيل لا تملك القدرة نفسها بين “خلق الأزمة” و”تهدئة الأزمة”، خلافا لصلاحياتها الاستعراضية. ومن ثم، لا بد من التوقف في مرحلة ما من مغامراته.

وهنا بدأت المسافة بين واشنطن وتل أبيب، وقد تضطر واشنطن إلى تبني سياسات لا تلائم رأي المتطرفين الإسرائيليين. لكن قبل ذلك، من الضروري أن تستعيد واشنطن مصداقيتها المفقودة في المنطقة. وسوف يتطلب هذا الأمر، مبادرة بناءة مع مفاوضين أقوى من أنتوني بلينكن. فواشنطن تراقب الحرب المستمرة، التي تزداد إمكانية توسعها خارج حدود غزة، قوة في كل لحظة. إن الشكل الحالي للحرب يهدد الأهداف الشاملة والاستراتيجية لواشنطن.

المصدر: صحيفة ابتكار

————————

المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

————————–

النهاية

 

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" shafaqna "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??