: د.محمد يوسف يكتب: أيا حاسدًا لي علي نعمتي ..

almessa 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعـــلان

بقلم: د.محمد يوسف المملوك
موجه شئون القرآن الكريم
وباحث دكتوراه بكلية دار العلوم

الحمد لله الذي أمرنا بالخير والرشد، ونهانا عن الشر والحسد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد فإن العين والحسد من الأمراض الخطيرة والأخلاق الرذيلة التي يُبتلى بها بعض الناس، والحسد هو أن يتمنى الحاسد زوال النعمة عن المحسود، فهو تمني زوال النعمة عن الغير، سواءً كانت نعمة مال أو ولد أو صحة أو منصب أو علم أو غيرها من النعم، والحسد صفة إبليس اللعين، وهو أول معاصي بني آدم في الأرض، وهو سبب أول قتل في الأرض، وهو من الصفات المذمومة في القرآن الكريم؛ قال تعالى: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾، وقال سبحانه: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ﴾ وقد جاء النهي عنه في نصوص عديدة؛ يقول عليه الصلاة والسلام: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (إياكم والحسد؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، أو قال: العشب)، وقال عليه الصلاة والسلام: ((دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد، والبغضاء هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين.

*والحسد له دواعٍ عدة؛ منها:

١- بغض المحسود فلا يُسَرُّ بالنعمة له.

٢- البخل بالنعم والتحسر لرؤيتها لغيره؛ وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾.

*كيف يكون العلاج من الحسد؟

١- مقابلته بالضد؛ وذلك بتمني الخير للمؤمنين، والدعاء لهم، والإحسان إليهم، ومساعدتهم، وبدعاء المولى سبحانه وتعالى بأن يجنبنا الحسد ودواعيه، وأن نعلم أن متاع الدنيا زائل، وأن العطاء الحقيقي هو ما في الآخرة، وأن خير ما في الدنيا معرفة الله سبحانه وتعالى والتعلق به والتوكل عليه، وهو متاح لكل راغب؛ قال تعالى: ﴿ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ﴾، وقال سبحانه: ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى ﴾

٢- الرضا بقضاء الله وقدره، والقناعة بما لديك، وأن ما أعطاك الله خير لك.

٣- عدم التطلع إلى ما عند الآخرين من متاع الدنيا؛ يقول سبحانه وتعالى موجهًا نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾

٤- ومن علاج الحسد: أن يعلم الحاسد أن الحسد ليس فقط جالبًا لسخط الرب سبحانه وتعالى، ومهلكًا للحسنات، ومانعًا من المغفرة، بل إنه مع ذلك لا فائدة له في الدنيا، بل هو مضر بالقلوب، جالب للقلق والهموم، نار تشتعل في قلوب الحاسدين.

أيا حاسدًا لي على نعمتي
أتدري على مَنْ أسأت الأدبْ؟
أسأت على الله في حُكمه
لأنك لم ترضَ لي ما وهبْ
فأخزاك ربي بأن زادني
وسَدَّ عليك وجوه الطلب

نسأل الله تعالى أن يقينا شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" almessa "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??