يجري فريق من الباحثين في جامعة ساسكاتشوان (USask) استكشافا لدور نوع الخلية الذي تم تحديده حديثًا في التليف الكيسي (CF)، والذي يمكن أن يؤدي إلى أنواع جديدة فعالة من العلاج.

ونشر الباحثون بقيادة الدكتور خوان إيانوفسكي، من كلية الطب في قسم التشريح وعلم وظائف الأعضاء وعلم الأدوية، والدكتور جوليان تام، في قسم أمراض الجهاز التنفسي والرعاية الحرجة وطب النوم، بحثًا مؤخرًا.

الورقة البحثية المنشورة في المجلة الأمريكية لطب الجهاز التنفسي والرعاية الحرجة تسلط الضوء على وظيفة الخلايا الأيونية الرئوية في التليف الكيسي، وفق ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.

التليف الكيسي

مرض التليف الكيسي هو حالة وراثية ناجمة عن طفرات في بروتين منظم توصيل غشاء التليف الكيسي (CFTR).

نظرًا لأن بعض العلاجات المحتملة للتليف الكيسي تتضمن استهداف وتعديل وظيفة CFTR على المستوى الجيني في خلايا مجرى الهواء المريضة، فإن الدور المحدد الذي تلعبه أنواع الخلايا المختلفة في مرض التليف الكيسي - مثل الخلايا الأيونية الرئوية - يعد أمرًا بالغ الأهمية لإنشاء علاجات مستهدفة.

يتم الآن استكشاف هذا النوع من الخلايا الذي تم تحديده حديثًا بواسطة فريق الباحثين التابع لإيانوفسكي وتام.

وقال إيانوفسكي: "لدينا الكثير لنقدمه عندما يتعلق الأمر بالاختبار والنماذج التجريبية".

وأضاف: "إن علاجات العلاج الجيني، إذا نجحت وكان لدينا طريقة منهجية لتطويرها، فإنها ستغير قواعد اللعبة بالنسبة لهذا المرض وغيره من الأمراض أيضًا".

تم تحديد الخلايا الأيونية الرئوية، وهي نوع نادر من خلايا الرئة تم اكتشافه مؤخرًا، على أنها موجودة بأعداد صغيرة - أقل من 1% من خلايا سطح مجرى الهواء في الرئتين. تشير أبحاث إيانوفسكي وتام إلى أن هذه الخلايا تلعب دورًا حاسمًا في مستويات الرقم الهيدروجيني لسائل سطح مجرى الهواء (ASL).

وقال تام: "لقد تبين أن حموضة مجرى الهواء غير الطبيعية هي عنصر مهم في علم الأمراض المرضية لأمراض الرئة التليف الكيسي، ما وجدناه هو أن الخلايا الأيونية الرئوية تنظم حموضة الشعب الهوائية CF".

أعراض التليف الكيسي

يؤثر مرض التليف الكيسي على الخلايا في جميع أنحاء الجسم والغدد التي تنتج العرق والمخاط.

تشمل بعض أعراض مرض التليف الكيسي سماكة المخاط، وصعوبة تنظيف الشعب الهوائية من المخاط، والقابلية للإصابة بالتهابات الرئة وغيرها من القضايا المماثلة.

ثبت أن ASL ذو الحموضة العالية يزيد من صعوبة إزالة الغشاء المخاطي الهدبي ويقلل من مقاومة العدوى - مما يعني أن الخلايا الأيونية الرئوية يمكن أن تكون عاملًا رئيسيًا في كيفية ظهور مرض التليف الكيسي.

وقال إيانوفسكي: "هذه المجموعة الدقيقة من الخلايا تعبر عن معظم الحمض النووي الريبي (RNA) لـ CFTR، لذا، هناك الآن نقلة نوعية في هذا المجال".

ولا يزال البحث في هذه الخلية الجديدة مستمرا.

وأشار إيانوفسكي إلى أن دور وتوزيع الخلايا الأيونية الرئوية لا يبدو عشوائيا، لكن السبب والوظيفة وراء توزيعها ليسا مفهومين تماما بعد.

كان هذا النوع الجديد من الخلايا محور لأبحاث التليف الكيسي في جميع أنحاء العالم منذ اكتشافه.

في حين أشارت بعض الأبحاث إلى أن الخلايا الأيونية الرئوية تلعب دورًا في تكوين ASL، تشير أبحاث تام وإيانوفسكي إلى أنها تؤثر على حموضة السائل فقط.

إن الفهم الأفضل لوظيفة الخلية - وكيفية ارتباط هذه الوظيفة بأعراض التليف الكيسي - سيساعد في دعم العلاجات المستقبلية.

وقال تام: "إحدى أدوات مختبرنا هي تقنية متخصصة تسمح لنا بدراسة الخلايا على مستوى الخلية الواحدة، ونعتقد أنه من المهم تصحيح الخلايا المناسبة للعلاجات الجينية، لذا فإن فهم الخلايا التي لها الوظيفة سيسمح للباحثين بالقيام بذلك".

وقال إيانوفسكي إنه متحمس لفرص جديدة للتعاون مع باحثين آخرين في تطوير علاجات جينية لمكافحة التليف الكيسي.

وبالرغم من أن فريق البحث هذا قد لا يكون هو من أنشأ هذه العلاجات، فإن إيانوفسكي قال إن مختبرهم الفريد في USask مناسب تمامًا لتوفير الخبرة الأساسية - مثل عملهم في تحليل وظيفة الخلايا الأيونية الرئوية - للمساعدة في إنشاء علاجات متقدمة للتليف الكيسي. فى المستقبل.