: محلل سياسي لشفقنا: الصراعات الأخيرة قد تتحول إلى “حرب إقليمية” 

shafaqna 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

belbalady شفقنا-يرى أستاذ جامعي ان المنطقة بحاجة إلى السلام كما يريد الغرب السلام لنفسه. ان الخطوة الأولى هي منع إسرائيل حتى لا يستمر هذا القتل وارتكاب المجازر، ومن ثم على دول المنطقة، وخاصة الدول العربية التي تبحث عن السلام والتنمية، أن تبحث عن طريقة لتهدئة المنطقة، وإلا فإن الجغرافيا السياسية والسياسة الخارجية التي تسعى وراء الحرب ستستمر في نشر الصراعات، وهذا الوضع لا يفيد أيا من دول وشعوب المنطقة وسيكون خطيرا على العالم.

وصرح الدكتور محمد كل أفروز في حوار خاص بوكالة شفقنا ردا على سؤال مفاده هل التوترات الأخيرة في المنطقة يمكن أن تؤدي إلى حرب واسعة النطاق؟ وما هي الأهداف من وراء هذه التوترات؟ صرح قائلا: في الوضع الحالي هناك نوع من الحرب بالوكالة بين قوى المقاومة في المنطقة وإسرائيل وحلفائها خارج الحدود، أي أمريكا وأوروبا. وقد تسبب هذا الوضع في حدوث نوع من الصراع، ومن الممكن أن تتحول هذه الصراعات إلى حرب إقليمية في المستقبل. تعتمد جذور هذا الوضع على الجغرافيا السياسية والسياسة الخارجية لدول المنطقة والدول خارج المنطقة. وفي المجال الجيوسياسي، بدأت هذه الحروب منذ نحو عامين من أوروبا وبين روسيا وأوكرانيا، ثم رأينا توسعها في شرق آسيا أي في قضية تايوان.

وأضاف: في غرب آسيا لم تفكر الولايات المتحدة وحلفاؤها بوقوع حرب، ومن الناحية الجيوسياسية كانت منطقة الجزيرة العربية تعيش ظروفا هادئة، لكن مع هجوم حماس على إسرائيل تغيرت الأمور واليوم نشهد صراعا في هذه المنطقة.

لا بقاء لإسرائيل دون المساعدات الإقليمية

وصرح: أن المنطقة غرب آسيا الجيوسياسية مهمة بالنسبة للدول الغربية بسبب وجود إسرائيل في هذا الجزء من العالم. إن ضمان أمن إسرائيل في المنطقة أمر بالغ الأهمية بالنسبة للغرب، ولا يستطيع الغرب أن يترك إسرائيل وشأنها. ولا يمكن لنظام الاحتلال في القدس أن يبقى على قيد الحياة دون مساعدات من خارج المنطقة. كما تم تشكيل محور المقاومة نصيرا لفلسطين. وخلال هذه الفترة شوهد الدعم بشكل مستمر في اليمن وسوريا ولبنان والعراق لفلسطين، وفتحت الحرب من الدولة الإقليمية إلى البحار والمضائق.

الهجمات على اليمن والعراق

وأضاف: إذا كانت معظم أنشطة إيران والولايات المتحدة في مجال الردع الحربي موجهة نحو أهداف أكثر أهمية، وإذا حدث ذلك في المجال الجيوسياسي للخليج وأراضي إيران، فستخرج الحرب من الصراع في فلسطين والصراع مع جبهة المقاومة وستتحول إلى حرب شاملة في المنطقة. وفي مثل هذا الوضع، سترد إيران بقوة على الولايات المتحدة وستهاجم القواعد الأمريكية في المنطقة أو السفن الأمريكية. وعندما ننتقل إلى الجغرافيا السياسية من منظور السياسة الخارجية والردع على جانبي المجال الأمني ​​في غرب آسيا، نرى أن الدول الغربية، وتحديدا أمريكا وحلفائها الأوروبيين، لا تسعى إلى حرب إقليمية لأن الحرب الإقليمية تجعلهم يتركون روسيا والصين، وفي الوضع الحالي، أن الولايات المتحدة تبدو راضية عن هذه الهجمات على اليمن والعراق، ولا تفعل أكثر من ذلك. إذا استمرت هجمات أكثر من هذه وتم استهداف القواعد الإيرانية في المنطقة والمستشارين العسكريين الإيرانيين في المنطقة أو نفذت هجمات ضد إيران، فإن الحرب ستتحول من مواجهة مع مجموعة من فصائل المقاومة إلى صراع شرس بين إيران وأميركا.

بايدن والفوز في الانتخابات الرئاسية

وذكر الدكتور كل أفروز أن دول المنطقة والدول الخليجية، بما في ذلك البحرين وقطر والكويت وغيرها، والتي تسعى إلى التنمية الاقتصادية في المنطقة، ومن أجل تجنب حرب إقليمية، سوف تبحث عن حل وسط. كما يجب إيجاد حل في أسرع وقت ممكن، ما سيحدث في الحروب الإقليمية هو هزيمة كل خطط التنمية لهذه الدول العربية وتدمیر هاجس السلام الإقليمي. وفي الآونة الأخيرة، ومع الضربات الجوية الأمريكية في المنطقة، يمكن ملاحظة أن الأهداف المرجوة هي الأهداف التي تستجيب بها الولايات المتحدة للمطالب الداخلية للناخبين الأمريكيين. ويريد بايدن الفوز في الانتخابات الرئاسية.

واستطرد قائلا: ان إسرائيل وجبهة المقاومة كلاهما لهما أهداف، وإذا لم يخرجا من حالة الحرب هذه، فقد تتوسع هذه الحرب مرة أخرى، ولن يتراجع حزب الله اللبناني، وأجزاء أخرى من جبهة المقاومة، تحت أي ظرف من الظروف. إذا لم تنسحب إسرائيل وتتوقف عن القتل فإن هذه الحرب ستستمر. ويشكل هذا الوضع تحذيرا لإسرائيل وداعميها الإقليميين. وفي مثل هذا الوضع يخسر الطرفان، خاصة الدول العربية التي تريد توسيع اقتصادها وتحقيق النمو والتطور. ويجب على هذه الدول أن تتبنى أفكار السلام والهدوء في المنطقة.

وتابع الأستاذ الجامعي: على الدول الغربية أن تتوسط بين الغرب وإيران وفصائل المقاومة وتحث إسرائيل على وقف إطلاق النار، وإذا استمرت هذه الهجمات فإن توسع هذه الحرب أمر مؤكد. وفي هذه الحالة، فإن الدول العربية في المنطقة ستواجه مشاكل بالتأكيد. يجب أن نتجه نحو السلام والهدوء ويجب أن يكون هناك حل وسلام في المنطقة. وهذا الهدوء مطلوب لأوروبا والولايات المتحدة. معظم أهدافهم الاستراتيجية طويلة المدى كانت تركز على الصين وروسيا قبل بدء الحرب بين حماس وإسرائيل، وبالتالي، من أي زاوية ننظر إلى المنطقة، فإن توسيع الحرب لن يفيد أي من الجانبين، لأن الدول الأوروبية والولايات المتحدة ودول المنطقة تبحث عن السلام الذي يمكن أن يقدم نتائجه السلام إلى العالم. إذا استمر الوضع على هذا النحو، فسرعان ما ستنتشر الحرب وستتورط فيها حتما دول ومناطق عديدة. وسوف يظهر الدافع للعمل الانتقامي أو عملية الردع، وسوف يتم انتزاع السلام من جميع مناطق غرب آسيا.

وتابع قائلا: قناة السويس، وباب المندب، ومضيق هرمز، ومضيق ملقة هي أهم القنوات في العالم، وتتم التجارة العالمية من هذه الطرق، وفي الوضع الحالي الذي يعيشه العالم، يعتمد تدفق الاقتصاد على مرور السفن التجارية عبر هذه المضايق. يجب أن تكون حركة الملاحة البحرية آمنة، وجزء كبير من هذا الأمن يقع في نطاق الدول الإسلامية في المنطقة. فإذا زاد ضغط الغرب على فصائل المقاومة في المنطقة أكثر مما هو عليه الآن، أو إذا استمرت إسرائيل في القتل، فإن الدول التي يعتمد اقتصادها على التجارة عبر الممرات المائية والقنوات قد تكون في ورطة. 

وأضاف: مضيق ملقة ودولة إندونيسيا وماليزيا، أو باب المندب وقناة السويس التي هي بيد مصر واليمن، ومضيق هرمز الذي تهيمن عليه إيران، سيضر الغرب. إن المنطقة تحتاج إلى السلام كما يريد الغرب السلام لنفسه. الخطوة الأولى هي منع إسرائيل حتى لا يستمر هذا القتل، ومن ثم على دول المنطقة، وخاصة الدول العربية التي تبحث عن السلام والتنمية، أن تبحث عن طريقة لتهدئة المنطقة، وإلا فإن الجغرافيا السياسية والسياسة الخارجية والتي تسعى وراء الحرب فإنها ستستمر في نشر الصراعات، وهذا الوضع لا يفيد أيا من دول وشعوب المنطقة وسيكون خطيرا على العالم.

النهاية

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" shafaqna "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??